قال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن محققي الامم المتحدة عثروا على اثار يورانيوم في موقع سوري تقول واشنطن انه كان مفاعلا نوويا سريا كاد يكتمل، قبل ان تقصفه إسرائيل العام الماضي.
وأضافوا أن آثار اليورانيوم الدقيقة ظهرت في بعض العينات البيئية التي اخذها مفتشو الامم المتحدة من الموقع أثناء زيارة في يونيو الماضي، مستدركين أن الاكتشاف ليس كافيا لاستخلاص نتائج لكنه آثار بواعث قلق تتطلب مزيدا من التوضيح. ولم يصدر تعليق فوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا سوريا.
التحليلات ليست كافية لاستنتاج أو إثبات ما كان يفعله السوريون لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت إلى أن ذلك يتطلب مزيدا من التحقيق
دبلوماسي معتمد لدى الوكالة الذرية
تسربت هذه الأنباء بعد ساعات من تأكيد مسؤولي الوكالة الذرية، مساء الاثنين 10-11-2008، أن مدير الوكالة محمد البرادعي يعد تقريرا مكتوبا رسميا بشأن سوريا للمرة الاولى. كما تم وضع سوريا كبند على جدول الاعمال الرسمي في اجتماع نهاية العام الذي يعقد يومي 27 و28 من نوفمبر/تشرين الثاني لمجلس محافظي الوكالة التابعة للامم المتحدة المكون من 35 دولة وهو امر لم يكن مرجحا من قبل عندما قال مسؤولو الوكالة ان التحقيقات الأولية غير حاسمة.
وتنفي سوريا مزاعم مخابراتية امريكية عن انها تبني مفاعلا بخبرة كورية شمالية بهدف انتاج البلوتونيوم وهو المكون الرئيسي في القنبلة النووية الذي تعاد معالجته من وقود اليورانيوم المستنفد. واذا ثبت ذلك فإنه يمثل انتهاكا لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وتقول سوريا إن معلومات المخابرات الامريكية غير المؤكدة ملفقة، وان واشنطن لا تحظى بمصداقية في هذا الجانب بعد ان استخدمت ادلة زائفة عن برامج اسلحة عراقية كبيرة في تبرير غزوها للعراق في عام 2003 والذي اطاح بالرئيس صدام حسين ودمر البلاد.
وابلغ البرادعي اجتماعا لمجلس محافظي الوكالة في سبتمبر ان النتائج الأولية من عينات اختبار أخذها مفتشون زاروا في يونيو الموقع الصحراوي الذي ضربته إسرائيل لا تظهر آثارا لنشاط ذري.
وقال دبلوماسيون معتمدون لدى الوكالة الذرية ومقرها فيينا إن خبراء الوكالة حللوا بعدئذ مجموعة أوسع من العينات وأن بعضها كانت به اثار مركب يورانيوم معين. وقال دبلوماسي معتمد لدى الوكالة "انها ليست كافية لاستنتاج أو إثبات ما كان يفعله السوريون لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلصت إلى أن ذلك يتطلب مزيدا من التحقيق".
وقال دبلوماسي آخر "انه مكون مصنوع وليس خاما طبيعيا. لا توجد اشارة على انه كان هناك وقود نووي بالفعل او نشاط (انتاج)". واشار الدبلوماسي الى ان مثل هذه الاثار قد تكون نقلت الى الموقع عن غير قصد على ملابس علماء او عمال او على معدات احضرت من مكان اخر.
ويقول دبلوماسيون على صلة وثيقة بالوكالة الذرية ان سوريا تجاهلت مطالب الوكالة بفحص 3 منشآت عسكرية ربما تحوي مواد متعلقة بموقع المفاعل المزعوم.
وقال دبلوماسي كبير له علاقات بالوكالة الذرية "من الواضح ان الوكالة تعتقد ان لديها شيئا مهماً بما يكفي لتقديم تقرير لوضع سوريا على جدول الاعمال بعد كوريا الشمالية وايران مباشرة".
وقال دبلوماسي رابع، طلب مثل الباقين عدم كشف هويته كشرط للتحدث عن المعلومات السرية "اتضح لنا ان العينات تثير المزيد