قصة قرأتها وأعجبتني وأحببت أن أنقلها لكم وأتمنى ان تنال إعجابكم
جلس تحت الشجرة في موسم الشتاء البارد
وكانت الشجرة مورقة مخضوضرة وذات جذع ِ ضخم ِ ..
كانت آخر زيارة له الى هنا قبل عشرين عاما
تذكر حينها أنه قد وقًع على الجذع بعض الاشارات والكليمات
فنظر الى مكانها فرآها مازالت تنبض بالوجود وقد كبر حجمها تمشيا مع نضوج الشجرة عاما من بعد عام ..
والفرق في زيارته مابين هذه المرة ومابين المرة الاخيرة السابقة
أنه لم يكن لوحده آنذاك
لقد كانت معه .. وبصحبته ِ .. ويده ُ بيدها
ونبضه بنبضها .. وعشقه بعشقها ..
تذكر أيضا
كم قد ضمها الى جسده مرارا وتكرار من شدة شوقهما الى بعضها البعض
وكم همسا
وكم ذابا
وكم تاهت عقولهما دون رشد ِ
وكم افترشا الارض على التراب دون اكتراث للعواقب ..
عاد هو تحت الشجرة بلباس الصيف دون دفئ يُذكر ليجلس وحيدا في عز الشتاء القارس
كم كان يعاقب نفسه ظنا منه أن هذا العقاب بكاف ِ
على جرم ِ قد ارتكبه بحقها
وكانت العواصف هوجاء وتحمل اقصى برودة للشتاء ..
تذكرها
وتذكر جرمه الاثم .. ودمعت عيناه حيث لاندم .
فلقد نال منها مبتغااه من بعد ان زرع الحب والشوق الكاذب بقلبها
ثم افترسها كذئب ِ دون رحمة
وقد نشب انيابه ُ في ( شرفها )
من بعد ان سلًمت له روحها بثقة عميااااااااااء ..
ومن بعد ُ
كان يتهرًب منها
ويسافر
ويرحل
ويهاجر ..
حتى ماتت على ايدي اخوتها
فما كانت تحمل الا جرما ونجاسة ومعصية
و ( انتكاسة رؤوس )
عاد الى الذكرى
عاد الى نهايته
عاد الى موته ..
عاد لينتقم منه البرد على فعلة ِ قد مضت منذ عشرين عاما في هذا المكان ..
طعنه الشتاء بخنجر صلب ِ من جليد
لتطهر الارض أولا من نجس الخيانة ..